فصل: قال في روح البيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{وَلاَ تُسْئَلُ عَنْ أصحاب الجحيم} ما لهم لم يؤمنوا بعدما بلّغْتَ ما أُرسلتَ به وقرئ لن تُسأل وقرئ: {لا تَسْألْ} على صيغة النهي إيذانًا بكمال شدةِ عقوبةِ الكفار وتهويلًا لها كأنها لغاية فظاعتها لا يقدِرُ المخبِرُ على إجرائها على لسانه أو لا يستطيع السامعُ أن يسمع خبرَها، وحملُه على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه مما لا يساعدُه النظمُ الكريمُ والجحيمُ: المتأججُ من النار، وفي التعبير عنهم بصاحبية الجحيم دون الكفر والتكذيب ونحوهما وعيدٌ شديد لهم وإيذانٌ بأنهم مطبوعٌ عليهم لا يرجى منهم الإيمانُ قطعًا. اهـ.

.قال الشوكاني:

وقرأ نافع: {وَلاَ تُسْئَلُ} بالجزم: أي: لا يصدر منك السؤال عن هؤلاء، أو لا يصدر منك السؤال عمن مات منهم على كفره، ومعصيته تعظيمًا لحاله، وتغليظًا لشأنه، أي أن هذا أمر فظيع، وخطب شنيع، يتعاظم المتكلم أن يجريه على لسانه، أو يتعاظم السامع أن يسمعه. اهـ.

.قال في روح البيان:

{وَلا تُسْألُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت والجحيم المكان الشديد الحر وقرئ: {ولا تسأل} بفتح التاء وجزم اللام على أنه نهي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه على ما روي أنه عليه السلام قال: «ليت شعري ما فعل أبواي» أي: ما فعل بهما وإلى أي: حال انتهى أمرهما فنزلت.
واعلم أن السلف اختلفوا في أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلّم هل ماتا على الكفر أو لا؟ ذهب إلى الثاني جماعة متمسكين بالأدلة على طهارة نسبه عليه الصلاة والسلام من دنس الشرك وشين الكفر وعبادة قريش صنمًا وإن كانت مشهورة بين الناس لكن الصواب خلافه لقول إبراهيم عليه السلام {وَاجْنُبْنِى وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وقوله تعالى في حق إبراهيم {وَجَعَلَهَا كَلِمَةَ بَاقِيَةً في عَقِبِهِ} وذهب إلى الأول جمع منهم صاحب التيسير حيث قال ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين كان يذكر عقوبات الكفار فقام رجل فقال: يا رسول الله أين والدي فقال في النار فحزن الرجل فقال عليه السلام: «إن والديك ووالدي ووالدي إبراهيم في النار» فنزل قوله تعالى: {وَلا تُسْألُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} فلم يسألوه شيئًا بعد ذلك وهو كقوله: {لا تَسْألُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] وذهب نفر من هذا الجمع بنجاتهما من النار منهم الإمام القرطبي حيث قال في التذكرة إن عائشة رضي الله عنها قالت: حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حجة الوداع فمر على عقبة الحجون وهو باككٍ حزين مغتم فبكيت لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم إنه ظفر فنزل فقال: «يا حميراء استمسكي» أي زمام الناقة فاستندت إلى جنب البعير فمكث عني طويلًا ثم إنه عاد إلي وهو فرح متبسم فقلت له بأبي أنت وأمي يا رسول الله نزلت من عندي وأنت باككٍ حزين مغتم فبكيت لبكائك يا رسول الله؟ ثم إنك عدت إلي وأنت فرح متبسم فعما ذا يا رسول الله فقال: «ذهبت لقبر آمنة أمي فسألت الله ربي أن يحييها فأحياها فآمنت» وروى أن الله أحيا له أباه وأمه وعمه أبا طالب وجده عبد المطلب قال الحافظ شمس الدين الدمشقي:
حبا الله النبي مزيد فضل ** على فضل وكان به رءوفًا

فأحيا أمه وكذا أباه ** لإيمان به فضلًا لطيفًا

فسلم فالقديم به قدير ** وإن كان الحديث به ضعيفًا

وفي الأشباه والنظائر: من مات على الكفر أبيح لعنه إلا والدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم لثبوت أن الله تعالى أحياهما له حتى آمنا كذا في مناقب الكردي.
وذكر أن النبي عليه السلام بكى يومًا بكاء شديدًا عند قبر أبويه وغرس شجرة يابسة وقال: «إن اخضرت فهو علامة إمكان إيمانهما» فاخضرت ثم خرجا من قبرهما ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلّم وأسلما ثم ارتحلا.
قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده أفندي قدس سره ومما يدل على ذلك أن اسم أبيه كان عبد الله والله من الأعلام المختصة بذاته تعالى لم يسم به صنم في الجاهلية فإن اسم بعض أصنامهم اللات وبعضها العزى انتهى كلامه وليس إحياهما وإيمانهما به ممتنعًا عقلًا ولا شرعًا وقد ورد في الكتاب إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله وكان عيسى عليه السلام يحيي الموتى وكذلك نبينا عليه السلام أحيا الله على يديه جماعة من الموتى وإذا ثبت هذا فما يمنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة في كرامته وفضيلته وما روى من أنه عليه السلام زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: «استأذنت في أن استغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنت في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت» فهو متقدم على إحيائهما لأنه كان في حجة الوداع ولم يزل عليه السلام راقبًا في المقامات السنية صاعدًا في الدركات العلية صاعدًا في الدرجات العلية إلى أن قبض الله روحه الطاهرة فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له عليه السلام بعد أن لم تكن.
فإن قلت الإيمان لا يقبل عند المعاينة فكيف بعد الإعادة.
قلت: الإيمان عند المعاينة إيمان يأس فلا يقبل بخلاف الإيمان بعد الإعادة وقد دل على هذا {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: 28] وورد أن أصحاب الكهف يبعثون في آخر الزمان ويحجون ويكونون من هذه الأمة تشريفًا لهم بذلك وورد مرفوعًا: «أصحاب الكهف أعوان المهدي فقد اعتد بما يفعله أصحاب الكهف بعد إحيائهم من الموت» ولا بدع أن يكون الله تعالى كتب لأبوي النبي عمرًا ثم قبضهما قبل استيفائه ثم أعادهما لاستيفائه تلك اللحظة الباقية وآمنا فيها فيعتد به وتكون تلك البقية بالمدة الفاصلة بينهما لاستدراك الإيمان من جملة ما أكرم الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلّم كما أن تأخير أصحاب الكهف هذه المدة من جملة ما أكرموا به ليجوزوا شرف الدخول في هذه الأمة.
وذهب خاتمة الحفاظ والمحدثين الإمام السخاوي في هذه المسألة إلى التوقف حيث قال في المقاصد الحسنة بعدما أورد الشعر المذكور للحافظ الدمشقي وقد كتبت فيه جزءًا والذي أراه الكف عن التعرض لهذا إثباتًا ونفيًا. انتهى.
وسئل القاضي أبو بكر ابن العربي أحد الأئمة المالكية عن رجل قال إن آباء النبي عليه السلام في النار فأجاب بأنه ملعون لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه لَعَنَهُمُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ} [الأحزاب: 57] وفي الحديث: «لا تؤذوا الأحياء بسبّ الأموات» وسئل الإمام الرستغفي عن قول بعض الناس عن آدم عليه السلام لما بدت منه تلك الزلة أسود منه جميع جسده فلما أهبط إلى الأرض أمر بالصيام والصلاة فصام وصلى فابيض جسده أيصح هذا القول قال لا يجوز في الجملة القول في الأنبياء عليهم السلام بشيء يؤدي إلى العيب والنقصان فيهم وقد أمرنا بحفظ اللسان عنهم لأن مرتبتهم أرفع وهم على الله أكرم وقد قال عليه السلام: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا» فلما أمرنا أن لا نذكر الصحابة رضي الله عنهم بشيء يرجع إلى العيب والنقص فلأن نمسك ونكف عن الأنبياء أولى وأحق فحق المسلم أن يمسك لسانه عما يخل بشرف نسب نبينا عليه السلام ليست من الاعتقاديات فلاحظ للقلب منها وأما اللسان فحقه أن يصان عما يتبادر منه النقصان خصوصًا إلى وهم العامة لأنهم لا يقدرون على دفعه وتداركه فهذا هو البيان الشافي في هذا الباب بطرقه المختلفة التقطته من الكتب النفيسة وقرنت كل نظير إلى مثله والحمد لله تعالى وحده. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَلاَ تُسْئَلُ عَنْ أصحاب الجحيم} تذييل معطوف على ما قبله، أو اعتراض أو حال أي أرسلناك غير مسئول عن أصحاب الجحيم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت ما أرسلت به وألزمت الحجة عليهم؟ا، وقرأ أبيّ وما بدل و{لا} وابن مسعود ولن بدل ذلك وقرأ نافع، ويعقوب لا تسأل على صيغة النهي إيذانًا بكمال شدة عقوبة الكفار وتهويلًا لها كما تقول كيف حال فلان وقد وقع في مكروه فيقال لك لا تسأل عنه أي أنه لغاية فظاعة ما حل به لا يقدر المخبر على إجرائه على لسانه أو لا يستطيع السامع أن يسمعه، والجملة على هذا اعتراض أو عطف على مقدر أي فبلغ، والنهي مجازي، ومن الناس من جعله حقيقة، والمقصود منه بالذات نهيه صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه على ما روي أنه عليه الصلاة والسلام سأل جبريل عن قبريهما فدله عليهما فذهب فدعا لهما وتمنى أن يعرف حالهما في الآخرة وقال: ليت شعري ما فعل أبواي؟ فنزلت ولا يخفى بعد هذه الرواية لأنه صلى الله عليه وسلم كما في المنتخب عالم بما آل إليه أمرهما، وذكر الشيخ ولي الدين العراقي أنه لم يقف عليها، وقال الإمام السيوطي: لم يرد في هذا إلا أثر معضل ضعيف الإسناد فلا يعول عليه، والذي يقطع به أن الآية في كفار أهل الكتاب كالآيات السابقة عليها والتالية لها لا في أبويه صلى الله عليه وسلم، ولتعارض الأحاديث في هذا الباب وضعفها، قال السخاوي: الذي ندين الله تعالى به الكف عنهما وعن الخوض في أحوالهما.
والذي أدين الله تعالى به أنا أنهما ماتا موحدين في زمن الكفر، وعليه يحمل كلام الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه إن صح بل أكاد أقول: إنهما أفضل من عَلِيّ القاري وأضرابه.
والجحيم النار بعينه إذا شب وقودها ويقال: جحمت النار تحجم جحمًا إذا اضطربت. اهـ.

.قال المظهري:

وما ذكر البغوي أنه قال عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ذات يوم ليت شعرى ما فعل أبواي فنزلت هذه الآية- وقال عبد الرزاق أخبرني الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عنه- وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريح أخبرني داود بن عاصم عنه فذكرا نحوه فليس بمرضى عندى وليس بقوى- ولو صح ذلك فهذا زعم من ابن عباس فإنه لو سلم أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ليت شعرى ما فعل أبواي ونزلت في هذا اليوم تلك الآية اتفاقا فلا دليل فيه على أن المراد باصحاب الجحيم أبواه صلى اللّه عليه وسلم وعلى تقدير التسليم فتلك الآية لا تدل على كفرهما فان المؤمن قد يكون من اصحاب الجحيم لاكتساب بعض المعاصي حتى تدركه المغفرة بشفاعة شافع أو دون ذلك أو يبلغ الكتاب أجله- وقد صح عنه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال بعثت من خير قرون بنى آدم قرنا فقرنا حتى بعثت من القرن الذي كنت فيه رواه البخاري من حديث أبى هريرة وقال صلى اللّه عليه وسلم ما افترق الناس فرقتين إلا جعلنى اللّه في خيرهما فأخرجت من بين أبوي ولم يصبنى شيء من عهد الجاهلية خرجت من نكاح لم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبى وأمي فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا- ورواه البيهقيفي دلائل النبوة من حديث أنس وأبو نعيم في دلائل النبوة من حديث ابن عباس نحوه- وقد صنف الشيخ الأجل جلال الدين السيوطي رضى اللّه عنه في إثبات إسلام آباء النبي صلى اللّه عليه وسلم رسائل وأخذت من تلك الرسائل رسالة فذكرت فيها ما يثبت إسلامهم ويفيد أجوبة شافية لما يدل على خلافه فللّه الحمد. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وقوله: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} الواو للعطف وهو إما على جملة {إنا أرسلناك} أو على الحال في قوله: {بشيرًا ونذيرًا} ويجوز كون الواو للحال.
قرأ نافع ويعقوب بفتح الفوقية وسكون اللام على أنَّ لا حرف نهي جازم للمضارع وهو عطف إنشاء على خبر والسؤال هنا مستعمل في الاهتمام والتطلع إلى معرفة الحال مجازًا مرسلًا بعلاقة اللزوم لأن المعني بالشيء المتطلع لمعرفة أحواله يكثر من السؤال عنه، أو هو كناية عن فظاعة أحوال المشركين والكافرين حتى إن المتفكر في مصير حالهم ينهى عن الاشتغال بذلك لأنها أحوال لا يحيط بها الوصف ولا يبلغ إلى كنهها العقل في فظاعتها وشناعتها، وذلك أن النهي عن السؤال يرد لمعنى تعظيم أمر المسئول عنه نحو قول عائشة: «يصلي أربعًا فلا تَسْأَلْ عن حسنهن وطولهن» ولهذا شاع عند أهل العلم إلقاء المسائل الصعبة بطريقة السؤال نحو فإن قلت للاهتمام.
وقرأه جمهور العشرة بضم الفوقية ورفع اللام على أن {لا} نافية أي لا يسألك الله عن أصحاب الجحيم وهو تقرير لمضمون {إنا أرسلناك بالحق} والسؤال كناية عن المؤاخذة واللوم مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «وكلكم مسئول عن رعيته» أي لست مؤاخذًا ببقاء الكافرين على كفرهم بعد أن بلغت لهم الدعوة.
وما قيل إن الآية نزلت في نهيه صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه في الآخرة فهو استناد لرواية واهية ولوصحت لكان حمل الآية على ذلك مجافيًا للبلاغة إذ قد علمت أن قوله: {إنا أرسلناك} تأنيس وتسكين فالإتيان معه بما يذكِّر المكدرات خروج عن الغرض وهو مما يعبر عنه بفساد الوضع. اهـ.

.قال الطبرسي:

وأما قراءة نافع {وَلَا تَسْأَلْ} بالجزم ففيه قولان:
أحدهما: أن يكون على النهي عن المسألة.
والآخر: أن يكون النهي لفظا، والمعنى على تفخيم ما أعد لهم من العقاب، كقول القائل: لا تسأل عن حال فلان أي: قد صار إلى أكثر مما تريده.
وسألت يتعدى إلى مفعولين مثل أعطيت، قال الشاعر:
سألتاني الطلاق إذ رأتاني ** قل مالي قد جئتماني بنكر

ويجوز أن يقتصر فيه على مفعول واحد، ثم يكون على ضربين أحدهما: أن يتعدى بغير حرف كقوله: {واسألوا ما أنفقتم}. {فاسألوا أهل الذكر} والآخر: أن يتعدى بحرف كقوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع} وقولهم: سألت عن زيد. وإذا تعدى إلى مفعولين كان على ثلاثة أضرب أحدها: أن يكون بمنزلة أعطيت، كقوله: سألت عمرا بعد بكر حقا، فمعنى هذا استعطيته أي: سألته أن يفعل ذلك والآخر: أن يكون بمنزلة اخترت الرجال زيدا، وذلك قوله تعالى: {ولا يسئل حميم حميما} أي: لا يسأل حميم عن حميمه. والثالث: أن يتعدى إلى مفعولين، فيقع موقع المفعول الثاني منهما استفهام، وذلك كقوله تعالى: {سل بني إسرائيل كم آتيناهم}. {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}. اهـ.